سنة 1830 -احتلال فرنسا للجزائر سنة 1964 - اسقلال الاردن سنة 1985 - محاولة انقلاب فاشلة في غينيا. سنة 1989 - قرر مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل التابع لجامعة الدول العربية إلغاء قرار مقاطعة مصر الذي اتخذ عام 1979 سنة 1992 - وفاة الممثلة الأمريكية جورجيا براون عن 57 عاما سنة 1921 - مولد عالم البيئة المصري محمد عبد الفتاح القصاص. سنة 1923 - الاتحاد السوفيتي يتبنى أول دستور للجمهوريات الاشتراكية. سنة 1937 - لجنة بريطانية تؤكد أن الوصاية على فلسطين لا يمكن أن تستمر واقترحت هذه اللجنة تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية مع ضرورة وجود وضع خاص للأماكن المقدسة. سنة 1940 - تم اغتيال السياسي السوري عبد الرحمن شهبندر، وهو من رواد الحركة القومية العربية ومؤسس حزب الوحدة السوري. سنة 1946 - ولد الرئيس الأمريكي ( جورج بوش ) الابن ذلك الرئيس الأمريكي الذي وقعت في عهده أحداث الحادي عشر من سبتمبر. سنة 1961 - تم انتخاب السيد آدم عبد الله عثمان رئيسا لجمهورية الصومال. سنة 1961 - أطلقت إسرائيل أول صاروخ لها «شاميت ـ 1». سنة 1975 - استقلال جزر القمر. سنة 1989 - اعتقلت القوات المسلحة السودانية الصادق المهدي رئيس الوزراء الأسبق.
كُتب بواسطة: مصر - السيد محفوظ، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 1311 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/07/14
لعلى اكون متشائما بعض الشىء ولا اخفى هذا واحيانا اكون متشائما لأبعد حد ، لكن يبقى دائما بصيص من الامل ، والا ما استمرت الحياه وعندما انظر الى ما يجرى حاليا فى مصر واقلب صفحات الماضى ، اجد اننا دائما ما نقع فى نفس الاخطاء ، وكأننا لا نستفيد من عبر التاريخ ، يقول البعض ان هذا التخبط الذى نشهده عقب الثوره هو رد فعل طبيعى تشهده كل الثورات وهذا صحيح ، ولكن اذا كنا نعرف انه سيكون هناك تخبط بعد الثوره لماذا لم نعد العده لذلك ؟ لماذا ونحن ننظر الى ثورات الشعوب الاخرى والى الاخطاء التى وقعت فيها نحاول بقدر الامكان الابتعاد عن هذه الاخطاء والوقوع فى المحظور ؟ كيف دخلنا الى هذا النفق المظلم وما السبيل للخروج منه ؟ اسئله كثيره تبث فى نفوسنا الحيره والقلق والخوف مما يخفيه لنا المستقبل
نحن امام ثوره صنعها الله ولم يصنعها احد كما يدعى احد ، هى ثورة شعب بأكمله وليست ثورة شباب ، هى ثورة كل الميادين وليست ميدان التحرير ، هى ثورة كل المصريين وليست ثورة فئه او جماعه بعينها ، مئات الشهداء والاف المصابين تخضبت الارض بدمائهم لكى تتاجر بها القوى السياسيه وائتلافات الشباب والحركات والجماعات والنخب ، صراع على السلطه والنفوذ وحجز الاماكن فى الوقت الذى يئن فيه الشعب من وطأة الفقر والحرمان والمرض والذل والهوان ، قليل من يعمل لوجه لله ولصالح هذا الوطن ومعظم من يتشدقون بالوطنيه وشعارات الحريه والعداله والمساواه يتحين الفرصه للحصول على جزء من الغنيمه ، لقد علمتنا التجربه ان اكثر من يتغنى بالوطنيه هو اكثر من يضر بالوطن ، وخدمة الوطن فى حقيقتها لا تحتاج الى شعارات واغانى واقوال بل عمل وجهد ، ان الصراع على السلطه امر مشروع ولكن ليس مشروع استغلال السلطه او الاستئثار بالسلطه وهذا ما اندلعت من اجله ثورة 25 يناير ، ليس من المعقول ازاحة جمال مبارك ليخرج مكانه 100 جمال مبارك واسقاط احمد عز لنأتى ب1000 احمد عز ، ان ما تسمى النخبه التى تتحدث بأسم الشعب المصرى الان لا تختلف كثيرا عن الحزب الوطنى المنحل ، لأنهم فى واد والشعب المصرى فى واد اخر ، لا احد يشعر بالمواطن الذى يعانى الامرين من اجل الحصول على رغيف خبز مدعم او اسطوانة غاز او وقود لسيارته ويفتقد الامن ويخشى المستقبل الذى يعنى له الامن والامان وتوفير حياه كريمه له ولأسرته ، بينما يعنى المستقبل للنخبه التى تقود المسيره الان هو على ماذا ستحصل من الغنيمه؟ وان شئت الدقه قل الذبيحه ، فالشعب المصرى اصبح بمثابة خروف ذبيح والكل يريد ان ينهش ويلتهم
الفوضى التى تشهدها مصر ولا يعلم احد الى اين ستأخذنا الكل يتحمل وزرها امام الله ، الشباب الذين اعتقدوا انهم صنعوا الثوره ، مئات الائتلافات التى تملاء العالم الافتراضى ، الاحزاب السياسيه واطماعها ، الاعلام واثارة الفتن ، النخبه التى وكأنها من كوكب اخر ، المجلس العسكرى الذى يدير البلاد ، ولكن اذا كنا نلتمس العذر للمجلس العسكرى الذى بطبيعته لا يعرف الديمقراطيه فى قراراته وليس مؤهلا للعمل السياسى ، فما هو عذر الاخرين
نحن فى ازمه ان لم نتداركها ستغرق مصر، ان لم تعى القوى السياسيه المختلفه والنخبه ان الصالح العام يجب ان يطغى على المصالح الفئويه والطموح الشخصى الكل سيدفع الثمن خاصة ان الشعب المصرى اصبح يعى الامور جيدا وانه لن يرحم من لا يعمل لمصلحته ، يجب ان يتوقف الصراع الحالى ولو مؤقتا بين التيار الدينى والتيار الليبرالى وهو صراع قديم جديد لأن حالة البلاد لن تتحمل هذا الصراع يجب ان يقبل كل تيار الاخر ، التيار الدينى وعلى رأسه جماعة الاخوان المسلمون عانت من الحظر والقهر والسجن و القتل طويلا وليس من العدل الذى هو من شعارات الثوره ان لا تحصل على فرصه ، يجب ان يحصل هذا التيار على الفرصه كامله لطرح مشروعه مع الاخذ فى الاعتبار ان يضع التيار الدينى رؤيه واضحه بأنه لن ينقلب على قيم الديمقراطيه فى حال وصوله للحكم وان يحافظ على مدنية الدوله وان يراعى حقوق الاقليه المسيحيه وتعظيم دور المرأه ايضا من الاهميه الفصل بين الدين ومستنقع السياسه والا نزج بالدين الاسلامى فى الاعيب السياسه الملتويه ودهاليزها وخدعها ومكرها ، ايضا على التيار الليبرالى ان يتقبل الواقع ويعمل معه لأن مسح التيارات الدينيه من على خريطة الوجود درب من دروب الخيال ، والامثل العمل سويا لصالح هذا الوطن وعندما تكون هناك منافسه شريفه نترك حرية الاختيار للشعب وبعد انتهاء المنافسه تمد الايدى للمصافحه والمصالحه ومخطىء من يتصور انه قادر على ادارة امور البلاد بمفرده مهما كانت قوته ، حيث اننا امام تركه مثقله بالهموم وشعب يشعر بأنه سلبت منه حريته وحقوقه لفترات طويله ويريد ان يسترد ما سلب منه ، وهذا يتطلب اعلاء الصالح العام لا الصالح الفئوى او الشخصى والاتفاق لا الاختلاف وقبول الاخر لا اقصاؤه
لا احد على وجه اليقين يستطيع ان يتنبأ بما هو قادم ، ولو قلنا ان الثوره نجحت فنحن مخطئين والا ما كان هذا التخبط ! ولو قلنا ان الثوره فشلت فنحن ايضا مخطئين والا ما كنا شاهدنا برلمان منتخب بصرف النظر على انه تم حله فيما بعد ورئيس منتخب ورئيس سابق خلف القضبان ! لاشك انه توجد ضبابيه فى المشهد السياسى يصعب معها الرؤيه الواضحه ويصعب ان تلقى بالمسئوليه على طرف بعينه ويجب الا نغفل التدخل الخارجى الذى لم يصبح مقصورا على امريكا بل امتد الى دول اقليميه عربيه الذى يبدو جديدا على الشان المصرى
بقى شىء يخص التيار الاسلامى وخاصة جماعة الاخوان المسلمين ، هؤلاء عانوا طويلا من الاستبداد والقهر والاعتقال وعذب منهم من عذب وقتل منهم من قتل ودفعوا ثمنا باهظا من اجل رغبتهم فى خوض مغمار السياسه وتقديم مشروعهم ، ومع تحفظى الشديد بزج الدين الاسلامى بسموه وفضائله فى معارك السياسه الطاحنه التى احيانا يخرج منها الفائز والمهزوم مهزومين معا ونحن لا نريد لديننا الاسلامى ان يدخل فى دائرة الهزائم تحت مسمى السياسه ، لكن يجب ايضا اعطاء هذا التيار الدينى فرصه لتقديم مشروعه مثل اى فصيل سياسى له مشروع نهضوى ولكن فى اطار السياسه وفصل ما هو دينى عن ما هو زمنى ، بمعنى الفصل التام بين الجماعه الدينيه وحزبها السياسى ، الجماعه الدينيه تهتم بالعمل الدعوى والذى يزيد فى اهميته عن العمل السياسى وما احوج المجتمع للدعوه الاسلاميه الان ، والحزب السياسى يناله ما يناله من معترك السياسه ولا يمس الجماعه الدينيه بسوء لأن هذا يمس العقيده ، ومن المؤسف ان نشاهد التيار الدينى يتعرض للسب والقذف واللعن ولا يعرف من يفعل هذا انه يشوه الدين الاسلامى ، وعلى التيار الدينى خاصة جماعة الاخوان المسلمين ان يعى هذه النقطه جيدا وان ينأى بالدين الاسلامى بعيدا عن قاذورات السياسه ، ايضا على حزب الحريه والعداله وهو اقوى تنظيم على الساحه السياسيه الان الا يغتر بقوته ويضع كل اوراق اللعبه فى جيبه مره واحده ويأخذ ورقه ورقه واذا حرقت واحده يأخذ اخرى ولكن ماذا ان حرقت هذه الاوراق مره واحده ، ولقد حمدت الله عندما تولى محمد مرسى رئاسة الجمهوريه انه تم حل مجلس الشعب ، لأنه رئاسة الدوله والبرلمان والحكومه فى يد الحريه العداله هو انتحار بكل المقاييس ولا اعرف لماذا الاصرار على ان تكون كل اوراق اللعبه فى يدهم وهم يعلمون جيدا ان امامهم معوقات داخليه وخارجيه تنوء بحملها الجبال وفى حال فشلهم لن يرحمهم احد ، اتمنى من جماعة الاخوان المسلمين ان تستفيد من دروس الماضى وان تتعلم من تجارب الاخرين واقول لهم رفقا بمصر وايضا رفقا بأنفسكم فأنتم فى عالم الاعداء المسلمون
26 / 6 /2012
كنت قد كتبت هذه الرؤيه قبل عام للاوضاع المصريه ، وتنبأت بسقوط الاخوان المسلمين اذا امسكوا بخيوط كل اللعبه فى ايديهم - وقد كان – وللحقيقه لم اكن اتوقع هذا السقوط المريع للتيار الاسلامى عامة والاخوان خاصة ، والواقع ان ما حدث ما زال يمثل مفاجأه من العيار الثقيل ، لمعارضى التيار الاسلامى قبل مؤيديه ، لم تكن تحلم القوى الليبراليه والعلمانيه واليساريه ان تنتصر بهذه السهوله على الاسلاميين ( الاطاحه بالطاغيه بمبارك احتاجت الى 18 يوما فى حين ان الاطاحه بالرئيس المنتخب محمد مرسى احتاجت 3 ايام فقط ) ، ولا ابالغ ان قلت انه انتصار غير شريف ، لأنه لا يمكن بأى حال من الاحوال ان تتحالف القوى السياسيه التى خرجت فى ثورة 25 يناير للاطاحه بدولة الاستبداد والظلم مع هذا الاستبداد فيما بعد للأطاحه بشركاء لهم فى الثوره لمجرد انهم لا يستطيعون التفوق عليهم وفقا لأليات الديمقراطيه وعبر صناديق الانتخابات ، ولكى نستوعب ما حدث علينا قراءة بعض النقاط جيدا :
اولا – ان التيار الاسلامى وعلى رأسه الاخوان المسلمين اخطأ خطأ قاتل حينما تصدر المشهد السياسى بعد الاطاحه بمبارك ، وقد ثبت ان حسابتهم كانت خاطئه عندما توهموا ان الساحه اصبحت خاليه لهم ، ولم يدر بخلدهم ان الارض التى كانوا يقفوا عليها مليئه بجحور الثعابين المختبئه والتى تنتظر الوقت المناسب للأنقضاض على فريستها ، ايضا لم يحسب التيار الاسلامى حسابات جيده حول الظهير الشعبى – بمعنى ان تكون ظهورهم محميه بالشعب وليس بتنظيمهم وان كان يتمتع بالقوه - بالرغم من ان الاخوان المسلمين متغلغلين داخل المجتمع المصرى ولكنهم فقط كانوا ينتشروا داخل القاعده السفلى من المجتمع المصرى ، ويركزون على الاعمال الاجتماعيه والخيريه مثل مساعدة الفقراء واليتامى والمرضى ، ولم يتغلغلوا داخل الطبقه الوسطى والعليا من المجتمع وهذه الطبقات لها ثقل كبير داخل المجتمع ، ولعل بعد سقوط مبارك السريع والاحداث السريعه المتلاحقه دفعت الاخوان المسلمين الى ان ينتهزوا الفرصه لتقديم مشروعهم السياسى خوفا من ان تضيع الفرصه ولا تتكرر مره اخرى بعد انتظار 80 عام
ثانيا - الدوله العميقه وهو مصطلح جاء الينا من النموذج التركى التى ظل بها التيار الاسلامى يحاول جاهدا تقديم نفسه للساحه السياسيه ولكنه ظل طوال ثلاثة عقود يحارب من قبل مؤسسات الدوله الرسميه ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الاعلام ورجال الاعمال والقوى السياسيه اليساريه والعلمانيه والمدنيه الرافضه للاسلام السياسى ، والدوله العميقه تجلت بوضح بالغ فى الاطاحه بأول رئيس منتخب فى تاريخ محمد مرسى بعد عام فقط من انتخابه وهو نفس سيناريو الاطاحه برئيس الوزراء التركى نجم الدين اربكان فى عام 1997 ، لقد احكمت الدوله العميقه قبضتها على الرئيس المنتخب محمد مرسى ولم تترك له اى مجال يتحرك فيه ، جميع مؤسسات الدوله وهيئاتها دون استثناء ومنظمات المجتمع المدنى المناهضه للتيارالدينى ووسائل الاعلام المختلفه وامبراطوريه رجال الاعمال الضخمه وكلها كانت اذرع لنظام مبارك ، اضف اليها بعض الدول العربيه الرافضه لوصول التيار الاسلامى لسدة الحكم ، هذا بالاضافه الى قوى المعارضه التى تطمح فى السلطه ، الغريب فى الامر ان هؤلاء نجحوا فى ان يوهموا الشعب المصرى ان هناك استبداد وطغيان وسوء اداره من قبل الاسلاميين ، وتم تصدير العديد من المشاكل والصاقها بالرئيس وجماعته مثل الملف الاقتصادى وازمة نهر النيل مع اثيوبيا وافتعال بعض الازمات التى تمس امور المواطن الحياتيه مثل انقطاع الكهرباء ونقص وقود السيارات ( اختفت هذه الازمات فجأه بعد انقلاب الجيش ) ، لكن الامر المهم هو دخول المسيحين المشهد السياسى بقوه واعلانهم صراحة انهم خرجوا بالملايين للمطالبه بالاطاحه بالاخوان وحضور بابا الاقباط مع شيخ الازهر مؤتمر الجيش الذى اعلن فيه بيان عزل رئيس الجمهوريه واذا كنا نتخيل ان الاسلاميين لن يتسامحوا مع شيخ الازهر الذى ايد الانقلاب العسكرى ، فلنا ان نتساءل كيف سيكون ردة فعلهم مع المسيحيين ، ويقينا انه سوف تكون هناك ردة فعل عنيفه من شباب الاسلاميين الغاضب والجماعات الجهاديه المتشدده التى لن تقبل بهذا الحضور القوى للمسيحيين فى مشهد الاطاحه برئيس من التيار الاسلامى ، نحن امام مشهد تكتل فيه الجميع للأطاحه بالاسلاميين ويمكن القول ان الاخوان المسلمين سقطوا فى مستنقع الفساد اكثر ما سقطوا فى مستنقع السياسه
ثالثا : الشعب المصرى الذى بدأ تظهر عليه علامات الاعياء الشديد وبدت قواه منهكه ، بعد سنوات طويله من التوحد تحت مظلة الاستبداد وسطوة جلاديه اصبح مشتتا الان بين التيارات و القوى وحالة السيوله السياسيه التى فتحت امامه فجأه ، مع ملاحظة اننا امام شعب عانى من تغييب العقل لمدة ستة عقود ضاعت فيهم الكثير من مفاهيم الاخلاق والفضيله والمبادىء والابداع والخير والحب والسلام والرحمه والعداله وينتج مكانهم الرشوه والفساد والكسل والفهلوه والكراهيه والسرقه والنهب والفقر والجوع والمرض والظلم ، ولعل حنين الكثير من الشعب المصرى لعهد مبارك الاستبدادى يوضح لنا هذا الامر ، لقد خرجت الملايين فى 30 يونيو 2013 تطالب بتنحى رئيس منتخب وتفضل عودة فلول نظام مبارك للحكم اعتقادا منهم بأنه سوف يحقق الامن والاستقرار والرفاهيه والتحمت مع جهاز الشرطه الذى طالما الهب ظهور المصريين تمزيقا بالسوط واصبح عنوانا لسطوة الحاكم وظلمه ، ربما اننا اصبحنا امام انسان مصرى الان مصاب بأنفصام فى الشخصيه فهو يتحدث عن الحريه ولديه حنين للديكتاتوريه والاستبداد ويطالب بالعداله وهو يمارس الظلم ، يعلم اليقين ومع ذلك يتجه للكذب ، يبتغى الحقيقه ويسير وراء الوهم ، وربما هذه اهم المعوقات التى واجهت الاخوان المسلمين فى تجربتهم ، لقد تشبع المصريين بالفساد والمرض والجهل وغسيل الادمغه لسنوات طويله ولم يحن الوقت بعد للتجاوب مع التجربه الديمقراطيه المقدمه من التيار الاسلامى ، فلقد كان يتحدث الاخوان المسلمين عن الخير والعداله والصبر والفضيله والكثير من الاشياء التى تسير فى اتجاه واحد ، بينما الشعب يريد ان يسير فى اتجاهين ، الانسان المصرى يريد ان يحصل على النقيضين فى وقت واحد ، والاخوان المسلمين لا يستطيعون فعل هذا ، اذا لابد ان يتغير واحد من الاثنين اما الاخوان المسلمين واما الانسان المصرى
نحن الان بصدد اختيار نموذج من اثنين ، النموذج الجزائرى فى عام 1990 عندما تم اقصاء الاسلاميين من المشهد السياسى بعد صعودهم عبر صندوق الانتخابات وكانت النتيجه حرب اهليه لعشر سنوات راح ضحيتها 100 الف قتيل وارجوا من الله ان نبتعد عن هذا الشبح المخيف ، واما النموذج التركى عندما تم اقصاء رئيس الوزراء التركى نجم الدين اربكان ذو الخلفيه الاسلاميه فى انقلاب عسكرى ناعم فى عام 1997 واستسلم الرجل ، ولكن تلميذه رجب طيب اردوغان عاد بعد خمس سنوات وقد استفاد من اخطاء معلمه واستطاع ان يفرض نفسه بقوه على الساحه التركيه وان يتغلب على الدوله العميقه ، اتمنى ان يسلك الاخوان المسلمين مسلك اردوغان ، وان يستفيدوا من اخطاؤهم ويعودو بقوه اكثر مما كانوا عليها والحقيقه انهم قادرين على فعل ذلك وعلى تخطى المحنه التى هم فيها الان ، فلقد مروا بالكثير من المحن واستطاعوا التغلب عليها مع ملاحظة انه لابد من الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير والابقاء عليها ، لأنها لو فقدت لن يجد الاخوان او غيرهم مكانا يعتلوه على المنصه التى سوف تكون امتلئت بطغاه جدد