سنة 1982 - عيد تحرير سيناء سنة 1792 - وضع نشيد الثورة الفرنسية "المارسيلييز" سنة 1979 - تمت وثائق التصديق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل سنة 1982 - تم استعادة سيناء بالكامل سنة 1512 - تولي السلطان سليم الأول عرش الدولة العثمانية خلفا لأبيه بايزيد الثاني الذي تنازل له عن السلطة. سنة 1684 - البندقية تعلن الحرب على الدولة العثمانية. سنة 1908 - وفاة المفكر المعروف قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة، والمرأة الجديدة. سنة 1964 - إعلان دستور سوريا المؤقت.
كُتب بواسطة: مصطفى لغتيري، ونُشر بواسطة:
أبابريس شوهد 3192 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/10/04
مافتئت القصة في أمريكا اللاتينية تفتنني بقوتها وسحرها وبساطتها، فرغم قوة خيالها وواقعيتها السحرية تشعر وكأن هذه القصة تقدم لك العالم كما هو بدون زيادة ولانقصان، تشعر بالشخوص قريبين منك إلى حدود التماهي ، تتنقل معهم في الأماكن الحميمة، وتقترف معهم بعض الحماقات الصغيرة، التي تجعل العالم ألطف و أجمل وقابلا لاحتضان هذا الشيء المسمى حياة.
أنهيت للتو هذا الصباح قراءة مختارات قصصية لأحد الأعلام الكبار للقصة الأمريكو لاتنية، الذي تضاهي مكانته و شهرته بورخيس وخوان رولفو و خوليو كورتاثار وغابرييل غارسيا ماركيز، إنه ماريو بينيديتي الذي وافته المنية سنة 2009، وقد اختار المترجم حسن بوتكي لهذه الترجمة الصادرة عن مجموعة البحث في القصة القصيرة في المغرب عام2011 اسم "الحلم بصوت مرتفع" و هو اسم إحدى قصص هذه المجموعة القصصية الجميل، التي تحلق بالإحساس في أجواء الإبداع والخيال المجنح الأثير.
يقول المترجم عن الكتابة القصصية عند الكاتب المترجم له:"القصة بقلم ماريو بينيديتي سلسة وبسيطة، تعطيك الانطباع، وأنت تقرؤها في لغتها الأصلية، وكأنها تكتب نفسها، إذ إن القارئ لا يجد فيها أي تكلف بنائي أو تعقيد أسلوبي وفني، إلا أنك تحس أثناء القراءة بأن في كنه هذه البساطة الواقعية و الأفقية الظاهرة شغلا وصنعة عميقة تستعمل السلاسة لشد الانتباه إلى بداية القصة ونهايتها وإلى أوصاف شخصياتها وبؤر السرد فيها"
من ألذ القصص في المجموعة " ليلة القبيحين" التي تسرد قصة رجل وامرأة يعانيان من تشوهات جسدية ، لكنها يقرران أن يرتبطا في علاقة حب ،ويخفيا ما لا يرغبان في رؤيته تحت جنح الظلام ووراء الستائر السميكة ، لكنهما في نهاية المطاف يجدان نفسيهما محكومين بقوة الواقع، فيكشفان الستائر ويحملقا بقوة في تشوه كل منهما.
السخرية حاضرة في القصص بقوة خاصة في قصة "الميزانية" التي ينتظر فيها موظفون ميزانية جديدة لمؤسستهم ويتتبعون أخبار ذلك بنوع من التضامن الجماعي دون أن يحصلوا على أي شيء رغم الأحلام التي بناها كل منهم في غفلة من الآخرين ، و كذلك الشأن في قصة "الحلم بصوت عال" التي يرصد فيها الكاتب اعترفات العشاق بأسماء عشاقهم خلال الحلم دون أن إرادة منهم، فيفتضح أمرهم.
حقا يمكن القول أن سحر القصة يلأتي من هناك متبلا بخفة ظل الإنسان في أمريكا اللاتنية وقدرته على مفاجأة العالم بواقعيته السحرية وحكيها البسيط والمتشعب و الخصب.