إلى المرأة في عيدها العالمي.

مصدر الخبر: مصطفى الغتيري، ونُشر بواسطة: أبابريس
شوهد 835 مرة، منذ تاريخ نشره في 2013/03/09
أهدي هذا المقال إلى امرأة  ألهمتني هذه الكلمات ،كما ألهمتني غيرها، وهي لا تني تدهشني بوجودها الأنيق الناعم ، امرأة مصرة على أن تجعل من نفسها أميرة أبدية لذاتها أولا، و لمن يسكن قلبها ثانيا.
تحية إنسانية شامخة.    
و بعد،بمناسبة  يومك العالمي ،الذي يصادف الثامن من  مارس من كل عام، يسعدني  أن أتوجه إليك، آنستي و سيدتي، بأجمل التحايا القلبية ، متمنيا لك المزيد من العطاء و التألق في   الحياة ، فأنت رمز الخصب المتجدد ، و النماء الدائم ،و  لولاك لما أمكن لهذه الحياة أن تستمر ،أو أن يحتفظ النوع البشري بوجوده واستمراره الهش أصلا..
  كلما مر عام ازددت اكتشافا للمرأة و بذخها، ليكتسحني الكثير من التواضع تجاه جلال هذا الكائن الاستثنائي،القادر على النضال على جميع الجبهات دون كلل أو ملل، فأقف منبهرا على ضفاف نهرها الفياض المعطاء ، الذي لا يتوقف لحظة عن ري أنفسنا بمياهه المحفزة للحياة، لتسقي في رحاب ذواتنا شتائل الرحمة و العطف و الحنان، كي تنمو باضطراد ،و تعطي أكلها راضية مرضية بعد حين ..
على امتداد المعمور، في فلسطين و المغرب و تونس و البحرين و تنزانيا و الشيلي و أندونيسيا و غيرها من البلدان، ترتدي المرأة أزياء محلية ، تشي بتمسكها القوي بعادات و تقاليد بلدها ، عكس الرجل الذي بهره اللباس الأوروبي فتشابه زيه في كل الأوطان.
رغم مظاهر الشقاء على سحنتها في أكثر من مكان ،  فإن المرأة تصر على أن تكون نسمة لطيفة ،ريانة  تهب على كل من حولها، جاعلة من كينونتها قطعة فنية ، تأسر العقول و الوجدان ،و ابتسامات الأمل لا تفارق شفاهها، رغم ضنك العيش و قسوته في كثير من الأحيان ..
 تناضل المرأة بطرق شتى من أجل أن تقدم لأبنائها كثيرا من المكاسب كغنائم حرب ، فيما هي تصطلي بجحيم الواقع، الذي لا يعترف بإنسانيتها و وجودها و كيانها المستقل .
 للأسف لا زال هذا الكائن الجميل الناعم مكبلا بالأحكام المسبقة ، والقوانين الجائرة ، إنه الكائن الأكثر معاناة  و أمية و فقرا ، و الأكثر خضوعا للعنف في الحرب و السلم على حد سواء ، و لا زال –للأسف- قطاع واسع من البشر يجادل في أحقيته في أن يكون إنسانا كامل الإنسانية ، يتمتع بوطنيته كاملة و يستفيد من حقوقه ، كما هو مرغم على أداء واجباته .
 لكن هذه الصورة السوداء لا يمكن-بأي حال من الأحوال- أن تخفي لوحة موازية، زاهية الألوان ، تقدم نفسها كقوس قزح في صبيحة ربيعية ، تنسج تفاصيلها نساء أبدعن و لمعن و فرضن أنفسهن في مجالات تعز عن الحصر ، فقدمن بذلك شهادة حية على أن المرأة  كائن منتج ، مبدع بالفطرة، قادر على أن يجعل عالمنا أفضل و أكثر أمنا و سلاما و عطاء.
فلتسعدي – آنستي و سيدتي-  بعيدك العالمي هذا ، و لتخضبي حياتنا بحضورك الجميل الآسر واجعلي وجودنا سمفونية نعزف ألحانها معا ، و نردد كلماتها ضمن جوقة أداء متعددة الأجناس الأعراق و الأديان و اللغات.